السلام عليكم...
بالأمس القريب كنت في طريقي الى السوق ومعي ورقة أشبة بصك قديم مليئة بقوائم المشتريات...
وأنا في طريقي للمتجر كنت أفكر في أمر هولاء التجار وما آل إليه الحال من طمعهم وجشعهم وحبهم للدنيا والنفس وتركهم لحديث المصطفى : ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) حاولت أن أدعو الله عليهم ..فتذكرت قول الرسول الكريم ( اللهم اهد دوسا ) فدعوت : اللهم اهد التجار وأصلح المعيشة لنا ولهم...
دخلت المتجر .. فبادرني ( البنقالي ) بالسلام والترحيب .. استغربت فعلته .. ولم أعرف ما يدور خلف كواليس ابتسامته الصفراء ..
لملمت أغراضي .. وعند الحساب .. إذا بي أرى الأسعار مرتفعة عما اعرف... سألته
قال: التجار الكبار هم السبب .. وهم من يرفعون السوق ويخفضونه ..ثم بدأ يضع مبررات كثيرة ويستعطفني بالكلام ..تركت المتجر ..
وعند ركوبي للسيارة .. رأيت الشيطان الرجيم راكبا بجانبي ..
- من أنت ؟!
- أنا الشيطان الرجيم
- أغرب عن وجهي .
- قبل أن أغرب .. عرفت أنك أبله ..
- ولم أيها ... ؟
- قد غشك هذا البنقالي .
- وما دليلك ؟
- اذهب إلى متجر أبو فلان .. ووازن بين الأسعار .. وستصدقني..
ذهبت وهناك في المتجر رأيت الفرق .. رجعت إلى ( البنقالي الغشاش ) ..صوبت نظراتي لعينيه قبل أن أتكلم ...فرأيته يرتجف .. لماذا أيها اللعين تغش الناس ؟!
- لا هذه شركة تتحكم بالسوق ..ليس لي فيها ناقة ولا جمل ...
هنا أعلمته أنني سأبلغ صاحب المتجر...
ظهرت دموع استعطاف ورحمة أشبه بدموع التماسيح...
تركت المتجر .. ودعوت عليهم : اللهم أهلك هذه العصابة...
ونسيت مقولة : اللهم اهد دوسا !!!